كتبت/مريم مصطفى
في ظل الحاجة المتزايدة للمياه العذبة، تسعى الدول التي تعاني من ندرة الموارد الطبيعية لمياه الشرب إلى ابتكار حلول تقنية حديثة. من بين هذه الدول، تبرز كوريا الجنوبية بتطوير تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة جودة مياه الشرب، مستفيدة من الكهرباء في معالجة المياه المالحة.
قام فريق من معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا (KIST) بتطوير تقنيات معالجة كهروكيميائية، حيث يتم استخدام الأقطاب الكهربائية لإزالة الشوائب وتحسين جودة المياه. تعتمد هذه العملية على جهاز يحتوي على غشاء يقوم بتصفية المياه الملوثة، متصل بمولد كهربائي في الأعلى، وعند تدفق المياه عبر الغشاء، يتم تنقيتها بشكل فعال.
تستخدم هذه الطريقة بشكل متزايد لإزالة أيونات العناصر الضارة مثل الصوديوم والبوتاسيوم. وتعتمد فعالية المعالجة على نوع وكميات الأيونات، مما يتطلب مراقبة دقيقة لتركيزاتها لضمان نجاح العملية.
رغم النجاح النظري لهذه التقنية، فإن المستشعرات المستخدمة لم تتمكن من قياس الأيونات الفردية بدقة، لذلك، استخدم الباحثون نماذج تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يتيح لهم التنبؤ بتركيزات الأيونات الثقيلة وتقييم معدلات التلوث في محطات التنقية بدقة أكبر، يتم تحديث البيانات بشكل دوري لتعزيز الدقة والقدرة التنبؤية.
هذه ليست المحاولة الأولى في استخدام الكهرباء لتحلية المياه، فقد جرب باحثون ألمان في عام 2012 استخدام التيار الكهربائي لإزالة الملح من المياه. إلا أن هذه التجربة واجهت صعوبات في كفاءة التحلية، مما أدى إلى توقف المشروع في انتظار تطوير تقنيات جديدة.
تمثل التكنولوجيا الجديدة خطوة هامة نحو توفير المياه النظيفة للسكان وتحقيق توزيع أكثر عدلاً وأماناً للمياه على الصعيدين المحلي والعالمي. كما تسلط الضوء على أهمية الابتكار في معالجة قضايا الموارد الطبيعية المائية.