المقدمه:
تعتبر السنوات الأولى من حياة الطفل من أهم مراحل الحياة وأكثرها تأثيرًا في مستقبل الإنسان فهي مرحلة تكوينية، يوضع فيها الأساس لشخصية الفرد، ويكتسب فيها عاداته وأنماط سلوكه المختلفة. كما أن ما يتعرض له من خبرات وعلاقات وتفاعلات يكون لها أثرها على اتجاهاته وإقباله على عملية التعلم في التعليم الأعلى ومن خصائص السنوات الأولى لحياة الطفل سرعة النمو في جوانبه المختلفة، سواء نمو الذكاء واكتساب اللغة، أو نمو المهارات الاجتماعية[1] التي تتمثل في تطور الطفل[2] من الذاتية الشديدة إلى العلاقات التبادلية مع الأفراد المحيطين به، كما أن في هذه المرحلة يبدأ الطفل في اكتساب أسس التفاعل الاجتماعي، تنمية القيم والعادات المرغوب فيها، والتي تتناسب مع طبيعة وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.
إن اختيار أساليب التعليم للطفل لا تكفي أن نعتمد فيها على التقليد أو المحاكاة لنماذج معلمين، أو نعتمد فيه على أسلوب المحاولة والخطأ وإنما لا بد أن تبدأ معلمة الروضة نشاطها التربوي مزودة بمجموعة من الأسس والمبادئ ذات العلاقة بالتعليم المدرسي و يعتبر اللعب[3] ومكانته في تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية واحدة من أكثر القضايا التي يدور حولها الجدل والنقاش فاللعبيعتبر جزءًا من حياة الطفل مثل الأكل والشرب، والنوم وإن اللعب هو المنطلق الرئيسي لتربية طفل ما قبل المدرسة.مما ندرك أن عن طريق اللعب نستطيع أن نفهم الطفل في مراحل نموه المختلفة كما أنه أحد الوسائل الذي نستطع من خلالها أن نعرف كيف نعلم وبماذا نعلم[4] .
إن اللعب مفتاح التربية وهو مفتاح حياة الطفل، فالطفل يعيش في إطار من اللعب كما يمتاز بالحيوية والنشاط وبقدرته الكبيرة مع الظروف المحيطة بما يتميز به شخصيته من المرونة. فالتربية الحديثة تؤكد على استغلال نشاط الطفل وميلوه واهتماماته في تعلمه[5].يتميز عصرنا الحاضر بأنه عصر الثورة العلمية التكنولوجية والفضاء والإلكترونيات الصناعية وتفجير المعرفة والتطور السريع في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية، يعد التفكير أعلى مراتب النشاط العقلي وبينما يشكل الإحساس والإدراك المراحل الأولى المعرفية اللي تضمن في النهاية نشاطا منظمًا للإحساسات والمدركات والصور الذهنية التي تقوم عليه قدرة الفرد على الابتكار الذي يشكل في النهاية إنتاجا أو عمليات سلوك ابتكاري وإن اللعب ضرورة حيوية يتم بواسطتها نمو الجسم تطويره واستغلال طاقته الحركية، ولا يتم دون طاقة ذهنية ويكون اللعب جزءًا من حياة الطفل [6].
- أهم تعريفات اللعب
- عرف اللعب[1] على أنه: من أقوى الدوافع وأهمها في تكوين خلق الطفل خاصة أثناء اللعب الجماعي إذ يجد أن من الضروري قبول المستويات الخلقية للجماعة والالتزام بها.
- اللعب[2]: نشاط يمارسه الأطفال بصورة فردية واجتماعية بقصد الاستمتاع دون أي دافع آخر.
- اللعب[3]: عبارة عن خبرة سارة للطفل، وهي سارة للآخرين ممن ينتبهون إلى نشاط الطفل.
- اللعب[4]: يتكون من استجابات يؤديها الفرد من أجل الاستمتاع الوظيفي.
- اللعب: يكون عادة نتيجة وجود طاقة زائدة.
- اللعب: سلوك اكتشاف ما يحيط بالفرد وممارسة لما يجيد، وعدوان دون انتقام، وقلق على شيء، وسلوك اجتماعي لا تحكمه قواعد، ولا يتأثر بأية مستويات وتظاهر وتمثيل دون رغبة في الخداع.
ومن أفضل ما جاء من تعريفات حول هذا المفهوم وحسب رأيي أن تعريف اللعب: هو سلوك فطري وحيوي ونشاط حر لتعبير نفسي ممتع في حياة الطفل الصغير، وفي الحقيقة إنه نشاط يعبر عن طريقة الطفل في التفكير والتعلم والاسترخاء والعمل والتذكير والإقدام والاختيار والإبداع وتمثيل العالم الخارجي، وهذا يساعده على النمو الشامل جسميًا ونفسيًا وخلقيًا.
- مميزات اللعب
- يشعر الطفل بالحرية النفسية والاستقلال أثناء اللعب.
- يرغب الطفل أن يكون هو الفاعل للعب والمسبب له دون إملاء من الغير.
- النشاط المطلق غير المقيد بقواعد أو شروط هو أساس اللعب عند الطفل.
- حب التقليد وخاصة في الألعاب الجديدة التي يرغب فيها الطفل.
- أهمية اللعب في رياض الأطفال
- يُعدّ اللعب هو أساس ما يتعلمه الطفل الصغير، فهو يساهم في تطوير قدراتهم في القراءة، والتفكير، وحل المشكلات بالإضافة إلى المهارات الحركية، كما أنّ إعطاء الأهل الوقت لأطفالهم، وإعطائهم بعض الألعاب الأساسية يمكن أن يوفر لهم مجموعة متنوعة من الفرص التعليمية القيّمة،[5]ومن أهمية اللعب للأطفال كما يأتي:
- يُساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم، وممارسة الحركة البدنية، وتحقيق توازنهم.
- اللعب والتعلم مرتبطان ببعض، حيث إن اللعب ينمّي حاجة الطفل للتعلم، كما أنّه يعلّم الطفل على كيفية النطق بكلمات جديدة.
- يُساعد الآباء والأقران على التواصل مع أطفالهم، وفهم لغة جسدهم.
- يُطور الأطفال مهاراتهم اللغوية أثناء اللعب التعاوني، ويعتمد نجاهم في ذلك على قدرتهم في شرح أنفسهم، كما يعطيهم شعوراً بالثقة بالنفس.
- يُساعد في بناء صفات قياديّة إيجابيّة للأطفال الذين يميلون بشكل طبيعي إلى التوجيه.
- أنواع اللعب عند الأطفال
يمكن تقسيم أنواع اللعب لدى الأطفال إلى عدة فئات كما[6] يأتي:
المسرحية: تتوجّه المسرحيات نحو الخيال بافتراض الأدوار، وارتداء الملابس المناسبة للشخصية، واستخدام الألعاب لتمثيل الشخصيات في القصص المختلفة، وتقليد أدوار البالغين.
اللعب اليدوي: يستعمل فيه الطفل ألعاب صغيرة في بناء الأشياء.
الجسدي: يُستخدم فيه الجسم كله في الأنشطة، مثل: الدراجات، أو الكرات، أو حبال القفز. الإبداعي: يستخدم فيه الطفل مواد فنيّة، مثل: الطلاء، والطين، وأقلام الرصاص، والصمغ.
- مزايا رياض الأطفال: يتوفر في رياض الأطفال مجموعة من المزايا، وهي كما يأتي:
- وجود أكثر من معلم واحد يعلّم الأطفال، كما يوجد مدير يُشرف على العملية التدريسية بشكل كامل، ويُساعد هذا النظام على شعور الأهل بالاطمئنان. يوجد في رياض الأطفال مجموعة واسعة من الأنشطة المصممة لتعليم الأطفال مهارات مختلفة، مثل: الفنون، والحرف والرقص، والغناء، والقصص، حيث يتعلم الأطفال بعض الأساسيات الأكاديمية، مثل: العد، والأبجدية.
- § تخصص المعلمين الذين يُدرّسون في رياض الأطفال في مجال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يستطيعون مساعدة الطفل.
- توفّر للأطفال فرصة الاختلاط مع أطفال آخرين من نفس عمرهم، وهذا يساعدهم على تكوين أصدقاء.
المراجع
[1]عبد العزيز القوص عام 1978
[2] شارلوت 1979م
[3] سوزانا ميلر 1978م
[4] ليلى يوسف في عام 1964م
[5] سميلانسكي1968م [6] حامد زهران في عام 1971م