تعريف التقويم الذاتي:
هو نوع من أنواع التقييم التكويني يركز على قدرة الفرد على تقييم أدائه الشخصي وتطويره. يتمثل الهدف الرئيسي من التقويم الذاتي في تعزيز الوعي بالذات وتحسين الفرد لأدائه من خلال تحليل وتقييم سلوكياته وأفعاله ونتائج عمله(1).
إليك بعض ملامح وأهمية التقويم الذاتي:
- تعزيز الوعي الذاتي: يساعد التقويم الذاتي الفرد على تطوير الوعي بنفسه وبمهاراته وقدراته، مما يسهل عملية التطوير الشخصي والمهني.
- تعزيز المسؤولية: يشجع التقويم الذاتي الفرد على تحمل المسؤولية عن تقييم أدائه الشخصي وتحديد نقاط القوة والضعف، مما يعزز مشاركته الفعّالة في عملية التطوير الذاتي.
- تحسين التفكير النقدي: يشجع التقويم الذاتي الفرد على تطوير مهارات التفكير النقدي من خلال تحليل وتقييم أدائه وتحديد المناطق التي يحتاج إلى التحسين فيها(2).
- تحفيز التعلم الذاتي: يعزز التقويم الذاتي دور الفرد في عملية تعلمه الذاتي، حيث يتحمل المسؤولية عن تحديد الأهداف التعليمية وتقييم تقدمه نحو تحقيقها (1) .
- تطوير مهارات التخطيط والتنظيم: يساعد التقويم الذاتي الفرد على تطوير مهارات التخطيط والتنظيم من خلال وضع أهداف واضحة وتقييم تقدمه نحو تحقيقها بشكل منتظم.
- تعزيز التعلم الشخصي: يسمح التقويم الذاتي للفرد بتحديد اهتماماته وقدراته الشخصية، مما يعزز تجربته في عملية التعلم بشكل عميق وملموس(2).
باختصار، يعتبر التقويم الذاتي أداة قوية لتعزيز التطوير الشخصي والمهني، وتحسين أداء الفرد وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية.
Top of Form
اليك خطوات لتنفيذ عملية التقويم الذاتي:
تحديد الأهداف:
- قبل البدء في عملية التقويم الذاتي، يجب على الفرد تحديد الأهداف التي يرغب في تحقيقها. يمكن أن تكون هذه الأهداف مرتبطة بالمهارات الشخصية، أو الأهداف المهنية، أو أي مجال من مجالات الحياة التي يرغب الفرد في تطويرها(5).
تقييم الأداء الحالي:
- يقوم الفرد بتقييم أدائه الحالي بناءً على الأهداف التي حددها. يمكن استخدام مجموعة من الأدوات مثل الاستبيانات، أو تحليل الملاحظات، أو مراجعة الأعمال السابقة لتقييم الأداء الحالي (5).
تحديد نقاط القوة والضعف:
- يحدد الفرد نقاط قوته ونقاط ضعفه بناءً على التقييم الذاتي الذي قام به. يجب على الفرد أن يكون صادقًا وموضوعيًا في تقييم نفسه(4).
تطوير خطة التحسين:
- بناءً على الأهداف ونقاط القوة والضعف التي حددها الفرد، يقوم بوضع خطة تحسين تهدف إلى تطوير المهارات والقدرات الضعيفة وتعزيز القدرات القوية. يمكن أن تتضمن الخطة مجموعة من الأنشطة التعليمية أو التدريبية أو القراءة(4).
تنفيذ الخطة:
- يقوم الفرد بتنفيذ الخطة التي وضعها، ويحاول تطبيق الاستراتيجيات والأنشطة المحددة لتحقيق الأهداف التي حددها.
التقييم الدوري:
- يقوم الفرد بتقييم تقدمه بانتظام بناءً على الخطة التي وضعها. يجب أن يكون التقييم دوريًا للتأكد من أن الخطة تسير بشكل صحيح وأن الفرد يحقق تطورًا نحو أهدافه.
التعديل والتحسين المستمر:
- يقوم الفرد بتعديل الخطة وتحديثها بناءً على النتائج والتقييمات الدورية. يستمر في تحسين الأداء وتطوير القدرات بشكل مستمر(2).
هذه الخطوات تمثل عملية عامة لتنفيذ التقويم الذاتي، ويمكن تعديلها وتكييفها بحسب احتياجات وأهداف كل فرد.
- خصائص التقويم الذاتي
له عدة خصائص تميزه عن أنواع أخرى من التقييم، وتشمل:
- الشخصية: يعتمد التقويم الذاتي بشكل كبير على الفرد نفسه في عملية التقييم وتحليل أدائه، حيث يكون الفرد هو من يحدد معايير النجاح والأهداف التي يرغب في تحقيقها.
- الدقة: يمكن أن يكون التقويم الذاتي دقيقًا بشكل كبير؛ نظرًا لأن الفرد يمتلك أفضل فهم لنفسه ولمهاراته ولنقاط قوته وضعفه(3).
- الموضوعية: قد يكون التقويم الذاتي غير موضوعي في بعض الأحيان، حيث يمكن أن يتأثر الفرد بتقديراته الشخصية وآرائه الخاصة في تقييم أدائه، ولكن يمكن تقليل هذا التحيز من خلال توجيهات وتوجيهات من مدربين أو مرشدين.
- التطوير الشخصي: يساعد التقويم الذاتي على تعزيز التطوير الشخصي والمهني، حيث يمكن للفرد أن يحدد نقاط الضعف والقوة ويعمل على تطوير مهاراته وتحسين أدائه(3).
- المرونة: يتيح التقويم الذاتي للفرد المرونة في تحديد وقت وطريقة التقييم وتنفيذ خطة التطوير، مما يجعلها تتناسب مع احتياجاته الشخصية والمهنية.
- التحفيز الذاتي: يمكن للتقويم الذاتي أن يشجع الفرد على العمل بجد وتحفيزه لتحقيق الأهداف التي حددها لنفسه، حيث يشعر بالإنجاز والرضا عند تحقيق التقدم في تطوير مهاراته وتحسين أدائه(1).
تلك الخصائص تجعل التقويم الذاتي أداة قوية للتطوير الشخصي والمهني، ويمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين أداء الفرد وتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية(2).
على الرغم من فوائد التقويم الذاتي، إلا أنه يمكن أن يواجه بعض العيوب والتحديات، ومن هذه العيوب(4):
- تحيّز الذاتية: قد يكون التقويم الذاتي عرضة لتحيز الذاتية، حيث يميل الفرد إلى تقدير أدائه بشكل أكثر إيجابية مما هو عليه في الواقع، مما يؤثر على دقة التقييم وموضوعيته.
- قلة النقدية: قد يكون من الصعب على الفرد أن يكون نقديًا بما يكفي عند تقييم أدائه الشخصي، مما قد يؤدي إلى تقدير غير دقيق للأداء وتحديد المجالات التي تحتاج إلى التحسين.
- عدم الإرشاد الكافي: قد يحتاج الفرد إلى التوجيه والإرشاد من مدرب أو مرشد مؤهل لضمان دقة التقييم الذاتي وتوجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف.
- تحدي الوضوح: قد يواجه الفرد صعوبة في تحديد أهدافه بشكل واضح أو في تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف، مما يؤثر على فعالية عملية التقييم الذاتي.
- تحفيز منخفض: في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب على الفرد الحفاظ على التحفيز والالتزام بخطة التطوير الشخصي التي وضعها، خاصة في حالات الإخفاق المتكررة أو عدم رؤية التقدم بشكل واضح.
- التحديات العاطفية: قد يتسبب التقويم الذاتي في تجارب عاطفية سلبية، خاصة إذا لم يحقق الفرد النتائج التي كان يتوقعها أو إذا كان التحسن بطيئًا بالنسبة لتوقعاته(4).
من الضروري التعامل مع هذه العيوب بحذر وتوجيه الجهود نحو تحسين عملية التقويم الذاتي وزيادة موضوعيتها وفعاليتها في دعم التطوير الشخصي والمهني.
المراجع
- السبيعي، نورة. (2018). التقويم الذاتي ودوره في تحسين الأداء الدراسي لدى الطلبة. مجلة التربية والعلوم النفسية، 12(2).
- السنداني، محمد. (2016). التقويم الذاتي: أداة لتحسين الأداء الذاتي لدى الطلبة. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعلوم الإنسانية، 26(1).
- العتيبي، عبد الله. (2014). التقويم الذاتي ودوره في تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب. مجلة البحوث التربوية، 26(1).
- الخضيري، نايف. (2019). أهمية التقويم الذاتي في تحسين الأداء الأكاديمي لدى الطلبة. مجلة العلوم التربوية، 27(4).
- الهاشمي، علي. (2017). فعالية التقويم الذاتي في تحسين مستوى الطلاب في مادة الرياضيات. مجلة البحوث التربوية، 29(2).