لقد اهتم الإنسان بالقوام[1] منذ آلاف السنين، فكان له في ذلك محاولات عديدة حاول خلالها تقويم شكل الجسم ووضع معايير نموذجية تحدد تركيبه وأبعاده ورغم تطور النظرة إلى القوام[2] فإلى عهد ليس بالبعيد كان القوام يقوَّم من خلال وضع الوقوف فقط ولكن لوحظ أن كثيرًا من الناس يملكون قوامًا معتدلاً في وضع الوقوف، لكن عند الحركة تظهر عيوب خطيرة في القوام[3] ، لذلك أصبحت القياسات الحديثة للقوام تتضمن قياس الجسم في الوقوف والجلوس والرقود والحركة[4]. ويعتقد البعض أن مفهوم القوام قاصر على شكل الجسم وحدوده الخارجية فقط، ولكن هذا الاعتقاد لا يعبر عن كل الحقيقة، فبالإضافة إلى شكل الجسم ومواصفات حدوده الخارجية فإن القوام الجيد هو العلاقة الميكانيكية بين أجهزة الجسم[5] المختلفة العظمية والعضلية والعصبية والحيوية،وكلما تحسنت هذه العلاقة كان القوام سليمًا. وجسم الإنسان عبارة عن أجزاء متراصة بعضها فوق بعض، فهي كالمكعبات المتراصة في نظام دقيق، فإذا انحرفت هذه المكعبات عن وضعها الطبيعي أصيب الفرد بما يعرف بالتشوه[6] مفهوم القوام القوام هو علاقة تنظيمية لأجزاء الجسم المختلفة ، تسمح باتزان الاجزاء علي قاعدة ارتكازها ، لتعطي جسماً لائقاً في أداء وظيفته. [1] القوام المعتدل يتطلب هذا القوام أن تكون أجزاء الجسم متراصة بعضها فوق بعض في وضع عمودي، فالرأس والرقبة والجذع والحوض والرجلان يحمل كل منهما الآخر بما يحقق اتزانًا مقبولاً للجسم، وبما يحدث التوازن المطلوب في عمل الأربطة والعضلات وأجهزة الجسم المختلفة. والقوام الجيد، من أهم صفاته تغلب العضلات والعظام والأربطة والأعصاب على جاذبية الأرض[2]أهميه القوام الجيد: • فالقوام الجيد يعطي الإحساس بالجمال ويعطي الفرد مظهرًا لائقًا، كما يساعده في أداء حركاته بطريقة منسقة فيها توافق بين أجزاء الجسم المختلفة في حين أن الشخص ذا القوام المشوه تنقصه هذه النواحي [3] • والفرد ذا القوام الجيد غالبًا ما يتمتع بشخصية محبوبة وقوية بينما قد يشعر ذو القوام المشوه بالاكتئاب والانطواء على نفسه وبالتالي يتحاشى الظهور في المجتمع ويتجنب الاشتراك في الأنشطة وخاصة تلك التي تتطلب خلع جزء من الملابس كالسباحة مثلاً. • والصحة نعمة كبرى يطمح إليها الإنسان في كل مكان وزمان ليتوج بها نفسه، وهي لا توجد إلا في جسم صحي وقوام معتدل، وهي تساعد أجهزة الجسم الحيوية على أداء وظائفها بصورة أفضل. • والقوام ليس هو الذي يظل قائمًا معتدلاً لدقائق ولكن هو الموجود في كل أوضاع الجسم المختلفة في جميع الأعمال والأنشطة التي يقوم بها الفرد في حياته اليومية.شروط القوام المعتدل: 1– الاعتدال :Erectnessوهذا مهم لكي نقاوم جاذبية الأرض التي تشدنا إلى أسفل – فيجب أن ننبه الأطفال دائماً بالتنبيهات التالية ” أفرد ظهرك . وارفع رأسك، ذقنك الداخل “[4]. 2– التوازن Balance : وهذا يحتاج إلى توزيع ثقل الجسم على القدمين بالتساوي – حيث أن القدمين صغيرتان في مجموعهما بالنسبة لثقل وطول الجسم – على أن يكون الثقل على القدم الواحدة في المنتصف بين العقب ووسادة القدم . 3– التناسق Helotry :لابد للقوام الجيد من أن يكون التناسق بين جميع أجزاء الجسم تاماً وينبغي أن يقع مركز جاذبية الأرض في خط مستقيم عمودي يبتدئ من الأذن ماراً بمفصل الكتف ومفصل الحوض – خلف الركبة واقعاً أمام الكعب الخارجي بحوالي بوصة أو بوصة ونصف . 4- السهولة Easiness : يجب أن تكون القامة المعتدلة المتزنة المتناسقة على جانب كبير من السهولة والاسترخاء عند اللزوم – ويجب أن يحفظ اعتدال القامة لمدة كبيرة بدون تعب أو شد على العضلات – الاعتدال بتقوية العضلات ونشاطها وإحساسها . مكونات القوام : هو مجموعه العظام والعضلات التي تبني المظهر الخارجي[5] • القوام الجيد :هو الجسم المعتدل والذي يكون فيه اجزاء الجسم متراصة فوق بعضها بانتظام وبه حاله توازن بين القوة العضلية والجاذبية الارضية . القوام الرديء :أي شكل غير طبيعي لأي جزء من الجسم ومظهر ذلك عدم حفظ التوازن بين القوه العضلية وعدم تراص اجزاء الجسم وظهور البروزات والانحناءات.مظاهر القوام الجيد : – أن يكون هناك اتزان في وضع الرأس بحيث تكون الذقن للداخل والنظر للأمام. – الكتفان في الوضع الطبيعي بحيث تكون الذراعان بجانب الجسم والكفان مواجهين للفخذين. – الصدر مشدوداً ومستقيماً. – زاوية الحوض في وضعها الطبيعي دون ميل للأمام او الخلف . – ثقل الجسم موزع علي القدمين بالتساوي ومشط القدم في الوضع اماماً والرضفتان للأمام.اعتبارات في نمو القوام الجيد للطفل : – التغذية الجيدة المتوازنة . – العلاج السليم والسريع للإصابة . – النشاط البدني لجميع اجزاء الجسم دون التركيز علي جانب معين. – الحاله النفسية الجيدة. – مراعاة الصحة العامة للفرد . – الوعي بأسباب حدوث التشوهات لتجنبها . – تجنب العادات الخاطئة . – التمرينات العلاجية لعلاج الجزء المشوه .التشوه القوامي : – انحراف او شذوذ في شكل عضو من أعضاء الجسم او جزء منه ، بحيث ينحرف عن المعدل الطبيعي المسلم به تشريحياً، وينتج عن ذلك تغير في علاقة هذا العضو بسائر الاعضاء الاخري. – زيادة او نقص في الانحناءات الطبيعية للجسم ، او شكل غير طبيعي لأي جزء من اجزاء الجسم كنتيجة لعدم حفظ التوازن العضلي بين اجزاء الجسم[5] . أسباب التشوهات القوامية -1 الوراثة :فقد يرث الطفل من أحد الوالدين او كلاهما بعض الامراض الوراثية او التشوهات التي تحدث من زواج الاقارب . 2-الاصابة :عند الاصابة قد يتخذ الفرد اوضاعاً معينة رغماً عنه كنتيجة للألم او عدم القدرة علي اتخاذ وضع صحيح 3- سوء التغذية:فالإفراط في تناول الطعام مثلاً يؤدي الي زيادة الوزن وتؤدي بدورها الي تشوهات في القوام . 4-سرعة النمو:فالفرد معرض اثناء فترة النمو لحدوث نمو سريع في بعض اجزاء جسمه كطول القدمين بينما يظل الجذع واليدين متأخرين قليلاً في النمو 5-المرض:فأمراض مثل الكساح او هشاشة العظام تؤثر علي شكل العظام وتؤدي الي تشوهها. 6- العادات الخاطئة :كاتخاذ اوضاع خاطئة في الجلوس او المشي باستمرار مما يؤدي الي ان تطول بعض العضلات ويقصر البعض . 7-طبيعة العمل المهني: فبعض المهن كحامل الحقائب او الكتابة علي الكمبيوتر قد تضطر الشخص الي اتخاذ اوضاع تتحول مع الوقت الي تشوهات . -8الملابس غير الملائمة: فارتداء الملابس الضيقة او استخدام الأحزمة والأربطة قد يؤدي الي التأثيرالسلبي علي حركه الجسم ويحد من الحركة الصحيحة والحذاء السيئ يؤدي لتشوه القدمين او الحذاء العالي قد يؤدي الي تشوه الظهر . 9- الضعف العضلي العصبي: كلما كانت العضلات قوية ومشدودة ساهم ذلك في الحفاظ علي التوازن العضلي ومنع حدوث التشوهات وتعد اسباب كالتقدم في العمر او حدوث اصابة او الابتعاد عن النشاط البدني او سوء التغذية وغيرها من اسباب ضعف العضلات. 10- التعب :قد يؤدي التعب وعدم القدرة علي الحركة بشكل سليم الي ان يتخذ الشخص اوضاعاً خاطئة في المشي او الجلوس مما يحدث التشوهات. 11-الحالة النفسية: فالاكتئاب او الانطواء والجلوس في المنزل واتخاذ اوضاع معينة لفترة طويلة يؤدي الي حدوث التشوهات . إرشادات تعليمية للقوام الجيد -1 أستخدام وسائل الاعلام المتاحة من صور ومجلات حائط لاثارة الوعي عند التلاميذ[6] 2 – تخصيص حصص للتمرينات العلاجية 3- ملاحظة قوام التلميذ باستمرار 4- تقديم النصح لمن يتخذ اوضاع قوامية خاطئة 5- التشجيع المستمر للطلاب لتحسين قوامهم . 6- التعاون مع طبيب المدرسة في اجراء الفحص الطبي واكتشاف تشوهات القوام 7-التمرينات العلاجية:. هي نوع من التمرينات يستخدم في تهيئة اللاعبين قبل المباريات وبعدها ( أحمائية أستشفائية ) كما تستخدم في اعادة تأهيل المصابين بعد الاصابة ، وتستخدم في علاج بعض الامراض كالضعف العضلي والشلل . أنواع التمرينات العلاجية تنقسم الي عدة انواع يستخدم كل نوع تبعاً لدرجة الاصابة او الشيء المراد التعامل معه ويجب الحذر عند التعامل مع التمرينات العلاجية حتي لاتؤدي الي حدوث مشكلات صحية وتنقسم الحركات في التمرينات العلاجية الي:. -1 حركات قسرية:وهي الحركات التي يقوم بها المعالج او أي قوي خارجية عن المريض بينما تكون عضلاته في حالة ارتخاء. -2 حركات عاملة:وتنقسم الي : – حركات حرة : أي يقوم بها المريض بنفسه – حركات بمساعدة : أي يقوم بها المريض بمساعدة الغير – حركات مضاعفة : ضد مقاومة من المعالج او قوي خارجية فوائد الحركات القسرية: 1- تحفظ مرونة المفاصل 2- تحفظ قوة العضلات ومرونتها 3- تنشط الدورة الدموية 4-لها تأثير مهدئ قوي 5-تستخدم في حالات ضعف العضلات وتمهد للحركات العاملة الحالات التي يمنع فيها استخدام الحركات القسرية:. 1- في حالة وجود خراج 2- في حالة وجود نزيف 3- في حالة وجود الم مع الحركة 4- في حالة وجود تسمم معايير قوام الطفل: وقد وضع ” ماريون وكينوث ” بعض المعايير أو الاعتبارات قبل أن نحكم على قوام أنه معتدل وهذه المعايير هي[6]: أن يعمل القوام بحرية ميكانيكية . سلامة الحقائق التشريحية للقوام . سلامة الأعضاء الداخلية للقوام والقوام.وظائفها على أكمل وجه . التوازن الذي يساعد على استقرار القوام . شروط الوقفة المعتدلة: يجب أن تكون القامة منتصبة ، مع عدم التصلب أو التوتر الزائد في العضلات .ارتكاز الجسم على القدمين وتوزيع ثقل الجسم عليهم بالتساوي .أصابع القدمين للأمام والمسافة بينهم تسمح باتزان الحوض .الركبتين مفرودتين والرضفة للأمام والركبتين متلاصقتين .عدم دفع الحوض للأمام أو الخلف .الكتفين في وضع تعلق والكفان مواجهين للداخل .الصدر مفتوح مع حرية التنفس .الرأس مرتفع والنظر للأمام والذقن للداخل . نستنتج من هذا كله أن أسس المحافظة على اعتدال القوام هى مراعاة صحة الفرد والمبادرة إلى علاجه وتوفير الغذاء الكامل الذي يحتاجها الجسم الصحيح والشعور بالسعادة والثقة بالنفس و قيام الفرد بتمرينات رياضية لجميع أجزاء الجسم وعضلاته وأربطته ومفاصله ويجب أن يكون الجهاز العصبي سليماً مع زيادة التوافق العضلي العصبي حتى يتخذ الجسم الوضع الصحيح وكذالك الاجهزه الداخليه ويجب اختيار الملابس الصحية المناسبة وخصوصاً أثناء النمو . المراجع [1]أمين أنور الخولي أوسامة كامل ا رتب ومحمد حسن علاوي. 1998 . التربية الحركية للطفل. القاهرة: الطبعة الخامسة،دار الفكر العربي. [2] السيد عبد المقصود . 1997 .نظريات التدريب الرياضي تدريب وفسيولوجيا القوة. القاهرة: الطبعة الأولى،مركز الكتاب للنشر. [3] حياة عياد روفائيل و صفاء الدين الخربوطي. 1991 . اللياقة القوامية والتدليك الرياضي. الإسكندرية: منشأة المعارف. [4] عباس عبد الفتاح الرملي وزينب عبد الحليم خليفة وعلي محمد زكي. 1981 . تربية القوام. الكويت:دار الفكر العربي. [5] مروة محمد محمد مدين:د ا رسة التشوهات القوامية للطرف السفلي لتلاميذ المرحلة الإبتدائية في محافظة الغربية وعلاقتها ببعض مكونات اللياقة الحركية،رسالة ماجيستير منشورة،كلية التربية البدنية والرياضية،جامعة طانطا، 2005 . [6] مجدي محمد نصر الدين عفيفي. 1999 . تأثير برنامج للتمرينات والوعي القوامي على تحسين بعض الإنحرافات القوامية الشائعة لتلاميذ المرحلة الإعدادية. رسالة ماجيستير في التربية البدنية والرياضية غير منشورة، القاهرة،كلية التربية الرياضية للبنين بالهرم. |
شارك - موضوع يهمك